جدة صديقي قلقة على ملائكتها الأقزام الموزعين في كل زوايا و غرف البيت الكبير، قالت بأسف ليلة أمس ‘كل الأحفاد الصغار قد كبروا و لا أحد يقبل بالعمل الصيفي في بيتي’.
في الصيف الماضي، كانت أغنيس، الحفيدة الخجولة، قد أدّت آخر عمل صيفي لها في بيت الجدة ماري. كانت مهام العمل عبارة عن مهمة واحدة: مسح الغبار عن الملائكة، و كانت ماري قد دفعت خمس كرونات مقابل كل ملاك.
في نهاية خدمة أغنيس التي استمرت طيلة مرحلة الطفولة، تركت رسالة كتبتها على قطعة كرتون ‘جدتي العزيزة، استمتعت كثيرا بالعمل في بيتك و العناية بملائكتك. لقد استعرت كتابا من الطابق الثاني، سأعيده سرعان انتهائي من قراءته. بوسات و أحضان’.
كنت أنا من و جدت الرسالة مرمية على كومة لوحات الجد كالّي، أخذتها و فكرت ‘ربما من الأفضل أن لا تعرف ماري بذلك إلا بعد انتهاء عطلة الصيف، لا نريد دراما بجوار البحيرة الرائعة’.
كانت الخطة أن نقضي أنا و صديقي أسبوعا بأكمله في بيت الجدة، مر يومان على اخفاء رسالة استقالة آخر حراس الملائكة، أغنيس. في اليوم الثالث استيقظت في منتصف الليل لأذهب إلى التواليت في الطابق الأول، كنت خائفة من نزول الدرج المعتم جدا، مشكلة قديمة لا يمكن التخلص منها، أضأت كشاف هاتفي و نزلت بحذر شديد و أنا أتأكد من أن غيلان الليل لا تمشي ورائي. كان التواليت يقع على جهة اليمين عند نهاية الدرج، حين فتحت الباب، مددت يدي بسرعة لاضاءة الضوء، فاذا بأحد الملائكة المصفوفين فوق زر الاضاءة يقع و ينكسر أحد جناحيه. أغلقت الباب بارتباك و أعدت الملاك إلى مكانه و وضعت جناحه إلى جانبه، ماذا سأفعل؟ ستغضب ماري عند اكتشاف تلك الجريمة. لا، لا أحد سيعرف أنني من كسرت الملاك، و حتى لو اكتشفتني ماري، الملاك الذي انسكر كان قديما و قبيحا و نسيت أغنيس أن تمسح الغبار عنه، اضافة إلى أن هنالك عشرات الملائكة و لن ينقصهم ذلك الملاك القديم.
في الصباح، استغربت أن صديقي استيقظ باكرا، ليس من عادته، لا بد و أن هنالك سببا ما، هل اكتشف جريمتي و ذهب ليخبر عني؟ لا يمكنه فعل ذلك، جدته ستفقد احترامها له لأنه يعيش مع امرأة لا تبالي بملائكة الآخرين. أوك، سمعت همساتهم في المطبخ، ربما رأت ماري الملاك المكسور، نزلت الدرج و لم أستطع تفادي القاء نظرة سريعة على التواليت، كان الملاك ما يزال هناك، لم يكن مكسورا أبدا و كان بجناحين!. في المطبخ، كانت تجلس ماري و معها رسالة أغنيس و يدها اليمنى على ذقنها.