مقطع من الجمال الوحيد

غامض، جاهل، منطوٍ، متردد، خجول، شكاك، دائما يجلس على نفس الصوفا الخضراء مثل جثة ميتة، يقرأ روايات بوليسية، لا يتكلم معي أبدا، ليس بيننا أي حوار يذكر، لا نتكلم إلا عندما نتشاجر، حتى عندما نتصادم بعنف فإنه لا يثيرني، ممل بغضبه و في كل الحالات. أيام العطلة لا يخرج أبدا، من منا لا يحب العطلة و أيام الصيف المعتدلة في استكهولم؟ هو ميت، مجرد رجل سويدي خرج من عصور الثلج ليجمد حياتي، لماذا لا يقول كلمة واحدة، حرف واحد، نفس واحد في وجهي المجنون. تمر أيام طويلة و هو على الصوفا و أنا أقف عند الشباك و أتطلع إلى الرجال في حديقة البناية، يدفعون عربات أطفالهم بفرح، يمسكون أيدي زوجاتهم أو حبيباتهم، يتحدثون إلى التلفون.. حتى تلفونه، لم أسمعه مرة يرن، ولا مرة رفعه ليتكلم مع أحد، الوحدة تقتلني، أعيش مع حائط خشبي إسمه هوجو، دائما مرمي بجسده الميت و يقرأ، دائما يعذبني جماله الوحيد.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s