اكبري بعيدا عن أسمائنا

لا أحب شجر الكينا, لا أريد أن تزرعه أمام بيتنا.. إنه للأماكن الخالية و الشوارع المهجورة, إنه شجر الوحدة و الخلاء.. أرتعش حين أراه و أخاف أن أمشي تحته.. هذا الشجر يذكرني بغرفة الفئران التي كانت تهددنا بها معلمة الرياضيات, يذكرني بصيف بعيد كنت فيه سيدة العراء.. صيف بارد و لطيف و مليء بالحب, لكنه انتهى عند سقوط أول حبة كينا..
الرجل الذي يخاف الهروب, يدمرني بجبنه.. يبكيني مثلما تبكيني هذه الشجرة الغولة.. كنتُ أجلس معه تحت شجرة الكينا, و كنت فيما مضى أزعج جذعها بتجريحه جراء كتابة اسمه عليه. كنت أجرح الشجر لأجل الخلود, لكنني الآن أكتشف أن تلك الجروح ما كانت إلا للذكرى كي تحفظها الأشجار و تنمو أسماءنا مع فروعها و تنضج مع ثمارها و تكبر و تكبر مثل كل الكائنات..
يا شجرة الكينا.. ابتعدي عن بيتنا الجميل, و اكبري بعيدا عن أسمائنا .

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s