في احدى الليالي اتصل بي محمود درويش و كان ..

ليلة أمس, اتصل بي محمود درويش, قال لي ” كيف ريتا يا صديقتي “, قلت له ” اطمئن, ما تزال عيونها عسلية “, ضحك و قال ” مزاجكِ خفيف, و أنا اشتقتُ لخفة الحياة على يديْ صبيّة فلسطينية “, قلتُ ” أنا زعلانة كتير”, قال ” ممن؟ “, قلتُ ” منكَ و من كل فلسطين ” قال ” لماذا ” , قلتُ ” لأنكَ تسكن أشجار فلسطين, و الاحتلال يقطع و يحرق أشجارنا, و فلسطين لا تكترث لذلك “, سمعتُ دهشة غريبة تصلني من محمود درويش, صمتَ ثم قال ” يا الهي كم أنتِ بريئة.. ما أجملكِ ” , تابعتُ ” أنا قلقة جدا يا عمو “,
كانت الساعة الثالثة منتصف الليل, السكون يخدّر الرياح, عاصفة ثلجية تنهار على السطوح و الشبابيك, الكلاب نائمة, لا نباح لا عواء, ساعة اليد تدق باب الفجر, لا وقت, تكتكة العقارب على رسغي تبكي أو تغني, أو لا أعرف, هل سقطتَ عن الأرض؟, فالزمن يختفي بدون المكان,
” كوووثر؟!”, ” معكَ لكن صوتكَ يخفت و أكاد لا أسمعه”, ” الخط مشوش أتسمعين كلامي؟ “, ” غير أنفاسك لا أسمع “,
نِسر القصيدة يجرح صوتي, كنتُ سأقول لمحمود درويش أنني كبرتُ موته بعامين, و أصبحتُ أكتب أشياء جميلة..

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s