
وانتقلت إليك و كما انتقل الفلكيون
من كوكب نحو آخرَ.روحي تطلُّ
على جسدي من أصابعك العشر.
خذني إليك , انطلق باليمامة حتى
أقاصي الهديل على جانبيك :المدى
والصدى .
و دَع الخيل تركض ورائي
سدى .فأنا لا أرى صورتي , بعدُ
في مائها …لا أرى أحدا
لا أرى أحدا ، لا أراكَ . فماذا
صنعت بحريتي ؟ من أنا خلف
سور المدينة ؟ لا أمّ تعجن َ شعري
الطويل بحّنائها الأبديّ ، ولا أخت
تضفره . من أنا خارج السور بين
حقول حيادية و سماء رمادية . فلتكن
أنت أُمي في بلد الغرباء . و خذني
برفق إلى من أكون غدا
من أكون غدا ؟ هل سأولد من
ضلعك امرأة لا هموم لها غير زينة
دنياك .أم سوف ابكي هناك على
جرح كان يرشد غيمي إلى ماء بئرك ؟ .
خذني إلى آخر
الأرض
قبل طلوع الصباح على قمرٍ كان
يبكي دما في السرير,وخذني برفق
كما النجمة الحالمين إليها سدى
وسدى
وسدى , أتطلع خلف جبال مؤاب,
فلا ريح ُترجِع ثوب العروس.أحبك ,
لكن قلبي يرن برجع الصدى ويحن
إلى سوسن آخر .هل هنالك حزن أشد
التباسا على النفس من فرح البنت
في عرسها ؟واحبك مهما تذكرت
أني نسيت الصدى في الصدى
ألصدى في الصدى,وانتقلت إليكَ
كما انتقل الاسم من كائنٍ نحو آخر.
كنا غريبين في بلدين بعيدين قبل قليل,
فماذا أكون غداة غدٍ عندما أصبحُ
اثنين ؟ماذا صنعت بحريتي ؟ كلما
ازداد خوفي منك اندفعت إليك ,
ولا فضل لي يا حبيبي الغريب سوى
ولعي ,فلتكن ثعلبا طيبا في كرومي,
وحدق بخضرة عينيك في وجعي.لن
أعود إلى اسمي وبريتي,أبدا
أبدا
أبدا.
* من ديوان سرير الغريبة
محمود درويش/1999
ما أجملك يا درويش..تحية لروحك..ودٌّ
LikeLike
كُلما ازداد خَوفي مِنْك اندفعتُ إليك ,درويييييييييييش, رغم أنّي قرأت هذه القصيدة خمسون مرّة إلا أني أنسى نفسي, وأتفاعل معها كأني أقرأها لأول مرة.
LikeLike