أسرار القدّيسة

أعرف أنكَ تقرؤني و أعرف أنكن تقرأنني و أعرف أن كثيرون يمرون هنا و يقرؤون مذكراتي و تنبؤاتي و تهاويلي الغير منتهية.. تتصفّحن أوراقي الخاصة و تفكّرن في كل ما أكتبه عن الرجل الذي أدعي أنه “مجرد ظل يرميه القمر على سريري كل ليلة”.. تتركن أحزاني على الورق و تنسنَّ كل ما أكتب..كل ما أكتب, تلتهمنَ حبي و تخدشنَ خصوصياتي و تسرقن أسراري. دموعي تبلل الغيوم… تزدحم الطرقات بأنفاسي الملتهبة.. سيارات الأجرة تحترق من نار شوقي.. لماذا يا صديقاتي لا تقرأن كل هذا؟. قلتُ لكنَّ دعكن من ذاك الرجل و انتبهن إلى فجواتي و آباري العميقة..
وحدكِ يا سحر ستفتحين شبابيكا أخرى على قرميد ليلي ..
وحدكَ ستبعث رسائلا إلى سكان الأرض كي يعرفون المجهولة “أنا” و يكتشفون معك الأطلنطا الرابض في الصبية..
سأكون مغرية حدّ البكاء و ستحب أنتَ مراسلة العالم لأجل تلميذتكَ السمراءْ..
كل ليلة سينتظر القاطنون أطراف الأرض و جميع سكان العالم رسائلكَ, و في الصباح يفتحون بريدهم بلهفة ليقرأو منك ما هو أحلى من مذكراتي.. لا يهم أن تكون الرسائل عني, سأتنسّم معهم جنونك و سأقطف من قصصك فاكهة الأمنيات و شبق الأساطير..
المكاتيب ستصل و سأغرقني بكَ كأنك تسونامي عطشي..
لا تنسَ. اكتب لي و ضع في بالك أنّ رسائلك و قصصك سأوزعها على زميلاتي في الجامعة و أقول لهنّ: “من القمر”. سيتعامزن كالعادة و تقول منى باستسلام” صديقتنا جنت”.
تلغي صديقاتي كل المحاضرات ولا يحضرنها إلا بعد أن تقول لهن منار”إذن كان على سريرك ليلة أمس ظل ذاك الرجل”. يشهقن!

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s