أحلم بحديقة منزلية

FOTO Summer Bedroom by Jacek Yerka
FOTO Summer Bedroom by Jacek Yerka

أحلم بحديقة منزلية
أطل عليها من غرفة خاصة بي
لا يشاركني بها أحد..
أزرع النعناع على مهل
أقلم الأشجار بمهارة بستاني قديم
أرش الماء و أتخلص من الأعشاب الزائدة
آه
متى يعطيني الله منزلا على الأقل.

حسنا
لنغير الحلم
أو لنقل, دعوني أحدق في سقف الغرفة
لأخطط بدهان لونه أزرق
سوف يتحول السقف إلى سماء
حين أرمي أحلامي عاليا
سوف يتحول كل شيء إلى طيور
و سوف أقنع نفسي
بأنني في حديقة عادية جدا
كي لا أسقط في الحقيقة البسيطة.

حساء بارد

كيف لي أن أرتديك
فيما على بعد ثلاثين كيلومترا
تتعرى امرأة من زوجها و أطفالها
أفضّل الحساء باردا
في مطبخ تقليدي
يخلو من طاولة و مقاعد
لا ديكور يزيّنه
و لا طلاء يدفئه
خبز ليس طازج
حساء بارد
و على بعد كيلومترات
يطبخ  طهاة الحرب
جثثا ساخنة.

* الصورة من فيديو أغنية What He Wrote
للشابة الانجليزية Laura Marling

شجر الغواية

Picture by M. Flore

عندما أشعر بالوحدة
بالشوق إليك

أمسك جذع شجرة
كأني أقبض على ذراعك
كي نتمشّى.
و أتمشّى في مرايا حلمي.
في ساحة الليل
ليس هناك غير غبار
يتحول إلى وجهك
و عطش فضي
يرتوي من عينيك البعيدين
هل كان ذلك اليوم
حين تشكّلتَ مثل شجرة لا أعرف اسمها
كنت أخضرا
جئتَ إلي مملوءا بالغوايات
أردتك
لكنني حتى الآن لا أعرف ماذا أسميك..
أوه
شجرة غامضة
أرجوكم
ارفعوا الستائر عن اسمها
أريد أن أناديه

هنالك قمر يضيء فم تلك البنت

Girl and Moon

لم أكن أعرف أن الغيم قاس
جربت أن آكله
لكن أسناني توجعت.
ظننت أن القمر رغيف خبز
حاولت أن آكله
فأضاء فمي.
أردت أن أتناول قدحا من البحر
فتحول دمي إلى موج.
ظننت أن الوردة الحمراء
مربى
لعقتها
لقد كان طعمها حلوا مثل قبلاتك.

الابن أو Daniel

Artist: Mark Arian

عندما تلعب مع طفلك,
تذكر أن هنالك يراعات تتعربش على كتفي امرأة في البعيد.
عندما ترافقه إلى المدرسة,
قل له أن الطريق إلى تلك المرأة طويل.
عندما تطمئن عليه قبل النوم,
فكّر بالشمس التي تنام على حافة باب غرفتك.
و لا تطفئ ضوء الغرفة.
عندما تتناول الفطور مع ابنك,
تمنى أن تتناول كوب شاي مع تلك المرأة الغامضة.
عندما تشتري هدية لطفلك,
اشتري لها حذاء
و قل له ” هذا لأمك”
لكنه ليس لأحد.
عندما تقبل أميرك الصغير,
لا تنسى تلك الملكة التي تعيش في قصر خيالك.
عندما تعزف موسيقى لولدك
قل له أنها أخته..
 ( السيدة تهمس بحزن في رأسه:
آه إنني لستُ أختا, أنا جرسا خافتا
يقرع في كنيسة منسية.. )
عندما تقرأ هذه القصيدة
قل لابنك أنك أباه,
 و أنها مجرد نجمة عالقة في ليلكَ.

حامل الصباح

 لوحة ” الثورة” لِـ فالنتين كاميرون برنسب

في زمن الثورات
أصبح من السهل علينا أن نصبح أبطالا
و أن نعلن انخلاع رئيس دولة
و أن نعترف بحقوق المرأة
في زمن الثورات
سيظل الرجل ثورا
و المرأة علامة حمراء
في كل سطر و دار.
الثورة التي تعود منها إلى بيتك
حيث ثورة أكبر من نيزك
أهلك نظام
أبوك رئيس
اخلع عائلة العادات
قبل أن تخلع النظام الفاشل.
هنالك في قاع الروح
يوجد طبلة صامتة
اقرعها الآن
انهض من سباتك
تمرد على خوفك
صوت الطبول
رقص
فولتير لم يمت .

بهجة الضياع


حين أنظر إلى السماء
تصير عيوني عصافيرا
تحلّق حيث تتبخّر آمالنا
في الحياة..
حين أنظر.
و يصير قلبي غيمة بيضاء
تتفتّح على حديقة
في عشب أحلامنا .
و أنا أقرأ طلوع الصباح
في خرافة السماء
إنما أرى زرقة الرمل
يغرق في بحر عينيك..
حين أنظر.
و أدرك أن الضياع
هو بهجة بحثنا الدائم
عن غيرنا
عن أشيائنا التي لم نقتنيها بعد .