ليلة مضيئة من ليالي غزة المعتمة

ليلة العيد, ذهبنا لنشتري الحلوى, كانت غزة مدينة جميلة و ملونة بالأحلام, جالسة بين أخي الذي سيتركنا بعد أيام ليسافر من جديد إلى ألمانيا و بين أختي التي لا تكف عن التعليقات الساخرة على أي شيء تمر عنه سيارتنا, جالسة بين حزن و بين فرح.. فتحي سيسافر و لن يعود إلا بعد زمن طويل مثلما تركنا قبل خمس سنوات ليعود إلينا طبيبا جراحا و قد كبر و صار يتحدث اللغة الألمانية بطلاقة حتى يكاد ينسى لغتنا !
نزلنا في شارع عمر المختار, مشينا حتى مقهى مزاج ثم قطعنا الطريق متجهين إلى محل بيع الحلوى.. اشترينا ملبس و حلقوم بالمكسرات و قطعا منوعة من الحلوى.. كان المحل يعج بالمشترين, رائحة العيد تفوح, رجال الشرطة يمرون بأسلحتهم من خلف الزجاج, يمتزج في حلقي اللعاب مع عرق شفتي و هما تتذوقان هواء المدينة..
أريد أن تمضي ليلة العيد بدون ألم أو ندم أو حزن شديد, فقط أنا و أسرة طيبة لا ينقص عددها بسبب سفر أو هجرة أو احتلال و حروب..
الصورة من غزة: مقهى مزاج
” من تصويري “

7 thoughts on “ليلة مضيئة من ليالي غزة المعتمة

  1. مدونة رائعة جدا لا أخفيك سرا إنقلت لك أنن سأتابعك باستمرار ان شاء الله لأستمع أكثر إلى ما يلمس الروح

    Like

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s