كان صديقي قد اشترى تذاكر الحفلة في أبريل 2013, أخبرني أن المغنية اسبانية, و طبعا بدون أسئلة ذهبت بنهم أتعرف على المغنية السمراء القادمة من أصول افريقية.. ذهبنا إلى قصر الاحتفالات العريق في استكهولم المقام منذ عام 1888 و كان قد سبقنا الكثير من محبي بويكا. كان أداؤها على المسرح رائعا و دافئا, و كلما انتهت من أداء أغنية خبط المستمعون بأرجلهم الأرض مع صوت مفجوع يقول لا تتوقفي عن الغناء.
ولدت كونشا بويكا في اسبانيا عام 1972 لأبوين من غينيا, بدأت مسيرتها الفنية كعازفة جيتار و طبالة, و لكنها سرعان ما فضلت أن تكون مغنية فقط, لأن المجتمع الاسباني لا يحب المرأة التي تحمل طبلا! و لأنها تعبت من سماع لا لا لا, الجميع نهاها عن الطبل الذي قرع موهبتها و فجر صوتها القوي. اشتهترت في البداية حين كانت تغني في الملاهي الليلية في مدريد, و من ثم إلى العالمية عندما صدر ألبومها الأول Mestizuo عام 2000.
ترشح ألبومها Niña de Fuego (امرأة النار) لجائزة غرامي اللاتينية في دورتها السنوية 2008, مرة أخرى عادت بألبوم La noche mas larga (الليلة الأطول) لتترشح ضمن أفضل أعمال الجاز في جائزة غرامي الدورة 56 لعام 2014.
من الجميل أيضا أن أذكر هنا أن صوت بويكا لا يزال يقارن بأصوات خالدة مثل اديث بياف و نينا سيمون و إيمي واين هاوس.
أقدم هنا ترجمة لأغنية No habrá nadie en el mundo من ألبوم Niña de Fuego (امرأة النار) الصادر سنة 2008.
سيكون العالم قاحلا
الماء حر
لأنه إبن الأعماق
يجري معتقا بين الينابيع
غير آبه ببكاء الياسمين..
و أنا يا فتاتي
لا أبصر
في عينيك
سوى صحراء..
كانت ظهبرة جميلة
عندما بين زهر الزيتون
لم ير أحد كيف أحببتك
و كم أحببتك..
اليوم تنام تلك الأشجار
و أظل ساهرا في حزني ..
لن يستطيع أحد في العالم
تخليصي
من جروح كبرياؤك.
لا أصدق أنك الأسى
بالرغم من كل الحب الذي منحتني اياه..
عندما تعودين
سوف أغني لك موشحات قديمة
مملوءة بالحب و الوجع.
عندما تعودين يا فتاتي
سوف ألتهمك بالقبل
و سوف نحلق عاليا
حيث تتحرك الغيوم بخفة..
سوف أترك فمي على جسدك
يكتشفه ببطء
ببطء شديد إلى أن يتوقف الزمن.