نساء كثيراتْ

مصيركِ يا لوليتا
أن تتزوجي السراب
و تطعمي أطفالكِ التراب .
أن تعلّمي المستحيل
كل دروس الحب و الحياة..

في قلب المرأة
نبض واحد
و ما عداه وحدة و فراغ
و حزن أبيض
تسامحين كثيرا
لأنّكِ أضعف من الانتقام
منديل صغير
يمتص من دموعكِ ذكريات
و يبتل بالله
كم امرأة باتت دون بيت
لأن رجل علّق على دالية روحها
ورقة و اسم و عنوان !
الرسائل المريضة
تُصيبنا بالاندثار .
المرآة التي في المصعد
هي نفسها مرآة السيارة ,
وجهكِ لم يتغيّر
ما زال صامتا
كما في مرآة التسريحة !

لص الذاكرة

نسيتُ خزانتي مفتوحة, نسيتُ ألبوم الصور مفتوحا, نسيتُ عيوني مفتوحة, نمتُ رغم كل شيء.. و حين استقيظتُ وجدتُ ملابسي مسروقة, هل خرجتَ من الألبوم و كنتَ تتلصص على أغراضي ؟
نسيتُ اسمكَ على مرآة التسريحة, نسيتُ قصائدكَ على مكتبي, نسيتُ فنجانكَ على الشرفة, اليوم أنا أنسى كثيرا..
نسيتُ دهشتي في ريشة عصفور, نسيتُ نبضات قلبي تدق بابكَ, نسيتُ حلم ليلة أمس, نسيتُ مظلّتي جافة في بيت الدرج.. نسيتُكَ آخر النهار !

من أين يأتون بالرصاص

أنا أم ضيّعني الحنان
دللتُ أطفالي كثيرا
اخترتُ لهم أجمل الأسماء
صنعتُ لهم من ضحكاتي دمى
و من عيوني قناديل
و جنة أضواء..
أعطيتهم ما بجيب عمري
من صبا و أحلام
ألبستهم أجمل الأثواب
و كنزة دافئة من فرو قلبي..
أنا يا سيّدي أم منذ زمان
فأين أنت لأطفال كانوا نطفة في عينيك
أخصبَتْ في جوعي و اشتياقي
ذهبتَ خلف الجدار
و أمام الرصاص أيتام
يشدّون يدي و ينشدون .

يد الغياب

من صورتكَ الناعسة بين أدراج المكتب
تبخر ملاك صغير
تائه و يبحث عن يد,
كنتُ وقتها نائمة على يد الغياب..