هل حقا تبخرت جثث الناس في غزة؟

للوهلة الأولى عندما قرأت خبر تبخر الجثث، فكرت بأن الصحافي الذي نقل الخبر غبي و في نفس الوقت يستغبي المتلقيين. في الحقيقة لا يوجد مبادئ علمية تثبت بأن الجسم البشري ممكن أن يتبخر.
من ناحية استخدام سلاح أو قنبلة نووية/هيدروجينية فإن ذلك سوف يبخر السوائل التي تكوّن حوالي 60٪؜ من جسم الانسان و سوف تحرق و تصهر الجلد و أعضاء الانسان بفعل الحرارة الشديدة و تتحول العظام إلى رماد و بفعل الصدمة الناتجة عن الأمواج سيتناثر و يتشتت الرماد (هيروشيما مثالا على ذلك).
نعرف أن اسرائيل هدفها ابادة الفلسطيني في غزة. و كأنها تتبع سياسة ‘محو الانسان’ أو ‘محو وجود الشخص’ unperson التي ذكرها جورج أوريل في روايته 1984. هنا يمكننا أن نستخدم مصطلح ‘تبخر الانسان’ من ناحية دلالية واقعية و ليست علمية. يتبخر الانسان عندما يتم قتله و محو ماضيه و حاضره و مستقبله، في رواية أوريل يتم اخراج الشخص من كل ما يدل عليه حتى المقالات و الصور و لا يمكن العثور عليه في السجلات، بحيث لاحقا مجرد التفكير بذلك الشخص سوف يُعد جريمة فكرية.
الجثث في غزة يحاول الاحتلال ‘تبخير’ أصحابها و هوياتهم.. و لكن ذلك مستحيل، سيظلون خالدين في الذاكرة.

Leave a comment