
يا كارهين الثلج، أنتم لم تعيشوا في الحي الذي اسمه أوفي لتعرفوا ما هو الثلج الرائع.. لم تجربوا المشي على القطن الناعم، ليس عندكم شرفة في الطابق الأخير في بناية من الخمسينات، تطل على شارع و حديقة يمر منها يوميا نفس الكلب و الثلاث قطط الوديعات.
أحب مراقبة الحياة من وراء شباكي، حوافه مليئة بالثلج، أرى آثار طيور القرقف، أشعر بالطمأنينة، لأن القرقف تلويحة الربيع القادم. شاب يرتدي سترة صفراء لامعة يزيح الثلج عن درجات السلم المؤدي إلى قبو غرف غسيل الثياب، يكمل و يزيح الثلج عن عتبات البنايات المقابلة للحديقة..
في الصباح، لم أستطع مغادرة سريري، بالرغم من تذمر قطي بولين و ركضه فوقي في محاولة استفزازي، كنت مثل المشلولة، تمارين البيلاتس في الليلة الماضية كانت متعبة، لكنني شعرت بالسعادة و الفخر بمجرد التضحية بالدفء و الكسل و الخروج في عاصفة الثلج.. بعد ساعة من خطط النهوض و توعداتي بقتل قطي، غادرت السرير و توجهت مباشرة نحو شباكي، كانت الجرافة القزمة تزيح الثلج عن الشارع و الرصيف، شعرت بأنني عجوز متقاعدة و أحتاج إلى دفتر صغير أسجل فيه تحركات الجيران. كان بولين يمشي حول قدمي و ذيله يضرب ساقي بلطف كأنها محاولة للتسامح بعدما جعل مني مرمى للركض و العقاب.. لحسن حظي أنني أحب الثلج أكثر من المومينز.