اشتريت زوج أحذية جديد, قدمتها لي الشابة و هي تقول “استمتعي, الموضة الآن على الأحذية العسكرية”. أعجبتني التسمية, و أعتقد أنني سوف أشعر بأنني أمشي إلى حرب في كل مرة أنتعل “حذائي العسكري” الأنيق!.
حين عدت إلى البيت تفاجأ صديقي, يجب أن أتوقف, يجب أن لا أشتري المزيد من الأحذية, قال بامتعاض “أنت ماركوسية”. و بالطبع شتان ما بيني و بين إميلدا ماركوس, لن يفتح أحد ما خزانة أحذيتي و يقول “أنتِ مصابة بالهوس”, فأنا أقتني أحذية رخيصة, ماركات محلية غير معروفة, و لا أفكر أبدا بشراء أحذية من برادا أو شانيل..
أحذيتي لها ذاكرة طرق طويلة, فمثلا عندما أمشي بحذائي البرتقالي فانني أتذكر ذلك الصيف الجميل الذي قطفت فيه أول مرة أكواز الذرة من حقل كبير. أما حذائي الأبيض المتسخ كثيرا, فإنه يشعرني و كأنني أمشي في نفس الطرق المؤدية من مدينة غزة إلى حيفا, كان طريقا سريعا جدا و خاليا من أية ذكرى, كانا طريقا و حذاءا بلا ذكريات..
يجب أن أذكر هنا أيضا تلك الفتاة الايطالية, مصممة أحذية رائعة, فأنا أحد المعجبات بتصميماتها, لأكون أكثر دقة, أقول ليس بالأحذية نفسها, و إنما بأيقونة التصميم و هي عين زرقاء مفتوحة و الأخرى مغلقة, أضيف اسم الماركة التي اختارتها المصممة و هي “السلطة الشقراء”.
أليس في تصميم الأحذية و اقتنائها فنّ و جمال؟.