الشقة الجميلة جدا و الصغيرة و القريبة من كل شي، لقد أحببناها كثيرا و قررنا شراءها، كان سعرها جيدا بالنسبة لنا و لكن السعر ارتفع بجنون نتيجة تنافس المشتريين على الحصول عليها و بالتالي لم نستطع شراؤها.
المساء الذي جربنا فيه اللوتو، دفعنا مائة كرونة، و كان أمامنا ساعة لننتظر النتيجة، تناولنا الشاي مع بسكويت الشوفان و كنت أفكر ماذا سنفعل بالنقود الهائلة إذا ربحنا؟ و بعد ساعة جاءت رسالة ‘لقد ربحت عشرين كرونة’. اللعنة، حسنا لك عشرة و لي عشرة، سوف نشتري أقلام حبر جاف من النوع الرخيص جدا.
جاء أنديش ليناقشه في مشروع، استشارني بفضول ‘أتسمحين لي بالذهاب إلى افريقيا؟’.قلت بحزم لا، أنا لا أحب أن يذهب الرجال البيض إلى هناك. بالمناسبة لماذا لا ينقل أنديش مشروعه إلى غزة، لا نمانع من ذلك هاها.
فردت أوراقي على طاولة الطعام، في المطبخ حيث دائما أراجع دروسي، و بعد نصف ساعة انفجرت بالبكاء، أنا أكره هذه اللغة، و فوق ذلك أنت لا تساعدني في اتقانها. نظر إلي باعتذار و قرر أنه لن يتحدث معي إلا السويدية. مرت ساعتين لا نتحدث إلا السويدية، و كالعادة، ينتهي بنا الأمر أن نستسلم و نكمل بقية يومنا بالانجليزية.
دعتنا صديقة اسبانية و زوجها السويدي لتناول العشاء في بيتها. فكرت بأنه سيكون من الأفضل أن لا أتناول وجبة الغذاء، كنت متحمسة للعشاء الاسباني، ذهبت جائعة. جلسنا في المطبخ الكبير، كانت ماريا تطبخ شيئا ما و زوجها يضع كعكة اليقطين في الفرن. ثم جاءت اللحظة اللذيذة، وضعت ماريا لكل واحد منا صحن حساء البندورة و البيض المسلوق شبه النيء، و صحن سلطة خضار مع قطع الكلمنتينا.. كان ذلك هو العشاء!. لقد تجرعت الحساء كالكابوس، لأول مرة أتناول بيضة سائلة تغرق في صحن حساء البندورة. لم يعجبني العشاء بالمرة.
رافقتني ثيداروسا إلى صالون التجميل لأقص غرة، كنت أشعر بالطمأنينة و هي تراقب معي مقص الفتاة التي تجهز نفسها لقص شعري. عندما خرجنا من الصالون، لم نتحدث أي شيء، أعرف أنني خرجت بشكل جديد و غريب و ذلك يدعو إلى الصمت و الارتباك.