
عشت لفترة في شقة صغيرة تطل على بحيرة زرقاء ينعكس على سطحها لون الأشجار و لون أحذية المارة على الجسر المعلق فوقها, لم أكن أعرف وقتها أنني أعيش على جزيرة رائعة اسمها لانغهولم, اكتشفت ذلك في احدى الحفلات الباذخة في قصر قديم يمتلكه رجل من احدى العائلات النبيلة.. لم يعجبني أن أكون في مكان له تاريخ فايكنج ثري, قلت لصديقي أنني سأعود إلى البيت, ضحك و قال بأنني سوف أضيع لأن الوقت متأخر بعد منتصف الليل و دائما لا أعرف طريق العودة إلى البيت, كرهت ذلك كثيرا, و فكرت متى سيأتي الوقت الذي أعرف فيه ما اذا كان الخط الأحمر أم الأخضر هو الذي يؤدي إلى محطة القطار المعتادة؟. فيما بعد صرت أحمل خريطة في يدي و أتبعها!. شعرت بأنني طفل ذكي.. مع ذلك لم ألاحظ الخطوط العريضة التي تحمل اللون الأزرق و المنتشرة في الخريطة حول المكان الذي أعيش فيه, دققت النظر و رحت أبحث عن سر الخطوط الزرقاء, فمن المستحيل أن تكون خطوط القطارات منتشرة بهذا الازدحام حولي في مكان لا يحتمل كل تلك السكك.. اكتشفت أنني أعيش على جزيرة, و قررت أن أتغاضى عن كل الدهشة التي فاتتني خلال جهلي بذلك. بعد أيام من اكتشافي المتأخر راودني حلم بأن أصبح مصممة أحذية.. ما يزال انعكاس لون الأحذية و شكلها المتموج و هو يقع و يسير ببطء على سطح البحيرة يلمع في مخيلتي مثل ابتسامة لطيفة.. افترضت أنني أعمل في احدى شركات جيمي تشو, لا شك بأن شكل الحياة سوف يتغير بوجود مصممة أحذية ترسم خططها أمام البحيرة و تنتظر المارة أن يعبروا الجسر كي تلتقط شكل أحذيتهم و ألوانها حين تقع و تغرق في عمق الماء.. و بالطبع تأملت حلمي, و تحدثت عنه مع جارتي الاسبانية, لم تعره اهتماما, و اقترحت علي أن نتناول العشاء في جزيرة تبعد عنا ثلاث ساعات.. فكرت, يبعد عنا بثلاث ساعات بحيرة أخرى غريبة!!