
الساعة السادسة صباحا, نتشاجر على الضوء, أختي تغادر سريرها و تترك لي الغرفة ذاهبة إلى غرفة أخرى و لكن معتمة.. الشيء الوحيد الذي أغاظني هو أن ضوء الشمس كان يتسلل عبر النافذة تدريجيا إلى غرفتنا و إلى البيت بأكمله.. فما الذي دفع أختي لأن تغضب لأنني أشعلت النيون؟. عدم الحاجة ؟
أشياء غريبة حصلت لي في ذلك الصباح, فقد استيقظت في وقت مبكر على غير عادتي, و أدركت كم ضيعت من وقتي لأنني لم أقرأ رواية العطر من قبل.. كان غرنوي يتطلع إليّ باندهاش من بين الصفحات, كما لو كان يستكشف رائحة قوية تنبعث من عيني.
أضف إلى ذلك, أنني في ذلك الصباح كنت هادئة جدا, و أتحدث إلى أي شيء أمامي, لدرجة أن أمي جاءت و سألتني مع من أتكلم, قلت لها “مع ملابسي”. نظرت إلى ملابسي و لم تكلف نفسها بأن تستغرب أو تستفسر, ذهبت و أغلقت الباب وراءها بدون احتجاج. الحقيقة شعرت بأنه يجب علي أن أراجع ما حدث: افترضت أني كنت أتحدث مع ملابسي, و بناء على ذلك أكملت حديثي, و حين انتهيت, كان الصباح قد اكتمل بشروق القرص الذهبي الحار..
قلت كنت هادئة جدا, جدا, جدا.
خرجت إلى بنك القاهرة, استلمت الحوالة المالية من أختي في الإمارات, و بقيت أنتظر صديقي الإفريقي هناك, فقد كنا على موعد.. كنت أحمل في حقيبتي رواية ثرثرة فوق النيل لنجيب محفوظ, أخرجتها لأقرأ بضع صفحات و أستغل وقت انتظاري.. وصل, لا يمكن لأي شخص أن يخطئ الملامح الإفريقية السمراء. شعرت بالغرابة في ذلك الصباح لأنني لم أتحدث باللغة العربية على الإطلاق. كان علي أن أقول فقط “هنا”, أو “شكرا” للسائقين. ذهبنا إلى كنيسة القديس برفيريوس, هناك أيضا كان الشاب الروماني يتحدث اللغة الانجليزية.. تركت الشابين يتحاوران و رحت أتأمل اللوحات الكبيرة المعلقة على جدران الكنيسة.. استوقفني باب بدا لي أنه سري, و لا يجب علي فتحه, و بالفعل, صاح الشاب الروماني “لا لا تفتحي.. هنا يرقد هيكل القديس”. و بهدوء تركت أكرة الباب, و بدأت بالتصوير..
الكنيسة على يميننا و الجامع على يسارنا, بينهما جدار متسامح و وديع و هادئ تماما مثل قلبي
كان صباحا سريعا, مر بدون طائرات أو أحزان.. فقط كانت الذكريات و رائحة الخروب التي تنضح من ذلك الشارع القديم في غزة..
ليش ما أخدتيني معك يا كوثر : (
كل ما بتحكي عن وقتك مع الشاب الافريقي بحسدك وبتمنى اني كنت معك
بالمناسبة غرنوي لا يرصد إلا الجميلات أيتها الجميلة : )
أحبكِ
LikeLike
لا أملك الا أن أقول أحببتها جدا جدا وكأنني كنت معك أراقب ما حدث 🙂
LikeLike