امرأة..خيمة

ستون عاما و أكثر
حامل بفلسطين
و أطفالي كل اللاجئين
عين الحلوة
فيها ابني الصغير
كبر و صارت عنده ياسمين
بنت من حزن و خبز..

في بطني وطن
و كم حلمت أراضيه بحليب الريح
يوم تهب على الحقول
و تحصد آخر السنابل
من فم البنادق..

مرّت أشهر و حملي لا يُعدّ بغير الشهيد
قولوا لي بأي جذع أهزّ
حين يأتي مخاضي
ليساقط علي برتقال و زيتون ؟..
سأنجب الحرية
تحت عرش الليمون
و أطهر وليدي بملح البحر
لأن رجالنا لا يغرقون..

لم يمسسني يأس
أنذا أتعبّد العودة في غار الحلم
حين جاءني نبأ غزة
حوّطت عنقي بدموع تسيل
الهوية لا تحاصر
إذا غُلّقت أبواب المدينة
و هاج النشيد..

هرمتُ
و لم أصكّ وجهي
لأن حلمي ليس عقيم
لقد شبعتُ وجوها
و جوعي لم تقربه يد

ستون عاما و أكثر
حامل بفلسطين
و لن أنجب إلا في بيتنا الأول و الأخير .

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s