
● ● ●
لا تخلعوا أكتافكم لبكائي, أنا حزينة جدا, و أريد أن أبكي على كتف الله فقط..
ففي 15 أيار تصير دموعي عناقيد عنب, و وجهي كروما خضراء, و يدا حبيبي على يديّ تدُقّان باب القيامة..
جدّتي تحوّط الدار بذراع الذكريات, كان لنا حقل و نبع و مختار, و بين الأحراش ثمة فلاحة فلسطينية تموّل لشاب ظريف الطول..
و أنا هنا لا أقول ” تعالوا أحكي لكم عن فلسطين” !
فلسطين كعبة الأحزان و البلاد, كل يوم يحج إلينا شهيد.. قوارير الورود مهددة بالقصف و عصف غضبنا يهز جذوع النخيل, فيثمر الحجر في يد الطفل تمرا و يولد من نار أجسادنا ألف قتيل..
على سور عكّا ارتاح الموج, البحر مشغول بكتابة رسالة إلى ميناء غزة, مثل الرُسل كانوا, يا ويل الليل من عشق يضخّ الدم في أوردة الأرض..
عندنا بين الليل و النهار اختلاف الروح حول جسدٍ و مدينة مزيّنة بضحكات النساء.. هذا يعدّ أصابع يديه قبل مصافحة الشمس و هذه تتفقّد ساقيها بعد رقصة الوداع.. ربما سوف تغني العصافير و يرجع لون الصباح إلى فناجين القهوة..
قليلا من البرد و كثيرا من أمي.. النعناع ينبت في جدائلها, و الريحان يفوح من حضنها, أمي التي ترعرعت في عمرها ستون نكبة و كوكبان من الأمل و الحلم المتعربش في وتد الخيمة.. الأم التي تذهب كل خميس إلى قبر أخي الشهيد, و تسلّم على أصدقائه الشهداء و توزّع الآيات و الياسمين على كل القبور.. تقرأ الفاتحة نفسها التي ننطقها مثل الشهادة.. نتعلّم فلسطين في كل حين و قبل الحبو إلى زهر الحياة..
قفوا نبكِ من ذكرى حبيبٍ و موطنِ..
من ذاك الزقاق عرجتُ إلى صخرة الحياة و حملتُ الوطن حبا على وجع,
كان لي شمس و وطن, و الآن لي ليل و مخيم.. و غدا لي كل شمس و وطن .
ففي 15 أيار تصير دموعي عناقيد عنب, و وجهي كروما خضراء, و يدا حبيبي على يديّ تدُقّان باب القيامة..
جدّتي تحوّط الدار بذراع الذكريات, كان لنا حقل و نبع و مختار, و بين الأحراش ثمة فلاحة فلسطينية تموّل لشاب ظريف الطول..
و أنا هنا لا أقول ” تعالوا أحكي لكم عن فلسطين” !
فلسطين كعبة الأحزان و البلاد, كل يوم يحج إلينا شهيد.. قوارير الورود مهددة بالقصف و عصف غضبنا يهز جذوع النخيل, فيثمر الحجر في يد الطفل تمرا و يولد من نار أجسادنا ألف قتيل..
على سور عكّا ارتاح الموج, البحر مشغول بكتابة رسالة إلى ميناء غزة, مثل الرُسل كانوا, يا ويل الليل من عشق يضخّ الدم في أوردة الأرض..
عندنا بين الليل و النهار اختلاف الروح حول جسدٍ و مدينة مزيّنة بضحكات النساء.. هذا يعدّ أصابع يديه قبل مصافحة الشمس و هذه تتفقّد ساقيها بعد رقصة الوداع.. ربما سوف تغني العصافير و يرجع لون الصباح إلى فناجين القهوة..
قليلا من البرد و كثيرا من أمي.. النعناع ينبت في جدائلها, و الريحان يفوح من حضنها, أمي التي ترعرعت في عمرها ستون نكبة و كوكبان من الأمل و الحلم المتعربش في وتد الخيمة.. الأم التي تذهب كل خميس إلى قبر أخي الشهيد, و تسلّم على أصدقائه الشهداء و توزّع الآيات و الياسمين على كل القبور.. تقرأ الفاتحة نفسها التي ننطقها مثل الشهادة.. نتعلّم فلسطين في كل حين و قبل الحبو إلى زهر الحياة..
قفوا نبكِ من ذكرى حبيبٍ و موطنِ..
من ذاك الزقاق عرجتُ إلى صخرة الحياة و حملتُ الوطن حبا على وجع,
كان لي شمس و وطن, و الآن لي ليل و مخيم.. و غدا لي كل شمس و وطن .