رماد من يوم اسمه " حرب "

أين يعيش, و كيف يأكل, و ما هي لغته, ما اسم ذاك الكائن البحري و المائي و البري و الجوي؟, لا أستطيع كيف أصل إليه, بأي طريقة أتعرف عليه؟, بصماته عبارة عن أشكال طبيعية استنائية, ما تزال آثارها موقّعة على حواف فنجان قهوتي, بالمناسبة أنا لا أحب القهوة, و لا أطلبها من النادل إلا احتراما للمقهى الذي أضيع فيه. في ذلك اليوم اكتشفتُ أنني امرأة طفولية أكثر مما يجب. جلست هالة الرماد قبالتي, و الرماد غموض يلون روحي و فكري, قال: علينا أن نحطّم علب الألوان الموجودة في الكون, لم يفلح أي رسّام في رسم البخار المتصاعد من جسد الميت, أتظنين أن لوحة الذكريات لسيلفادور دالي سترجع الزمن إلى الوراء كي نفرح و لا نندم؟, الرسامون و الشعراء و الروائيون, كذبوا كثيرا, و زيّفوا الحقيقة, الآن فقط أتفق مع أفلاطون في نظرية المحاكاة, من استطاع أن يحمل حرب غزة على كتفه غير الذي عاش الحرب؟, يكتبون عن الحرب و كانوا ينقلون صور القصف عبر الأقمار الصناعية إلى شاشات البشر القاطنين في السلام, كانوا يذيعون دوي الانفجارات, لكن هل حقا سمعوا قلوبنا و هي تتحطم؟ أم هل رأوا الجنين و هو خائف في رحم أمه؟..
تعالي نتنصل من الواقع و نذهب بعيدا, ما الحياة إلا عبر و عبرات, دعكِ من إما و إما, كيركغارد له نظرياته مثله مثل فرويد و مثل روسو و مثل ديكارت و مثلنا أيضا, لكل انسان فكر خاص به و نختلف عن غيرنا بأننا لم نعلن عن أفكارنا و لم ننظرها, ذهابنا إلى تلة الشمس, يتطلب الاتحاد و التجلي في ماء الوضوح, لكنكِ متشبثة بقلقكِ و بحزنكِ, على ماذا؟ الفرح لن يحرمكِ الفرح, نحن موجودون فلماذا لا نحترم وجودنا؟, على الأقل إكراما لأسمائنا!!.
المرأة الطفولية تحمل كتبها و تغادر المقهى, قليلا من الوقت تمشي في شارع عمر المختار, قليلا من الندى يلتصق على أصابعها, قليلا من الرماد يرهقها.. متخمة بالطفولة, ما علاقة الطفولة بكل هذا الرماد يا غزة؟

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s