
● ● ●
تماماً مثل غزة أنتمي إليك
لا تاريخ مشترك ولاذكريات طفولة…
ولكنني أنتمي إلي ك/ها
أخبز عمري من غبار شوارعها
أعانقها وألعنها آلاف المرات
أشكيها لبحرها فأجده يبكي نفسه من قسوتها
تتسربل في مياهه وتبني جدران لتفرق القطرات عن بعضها البعض
تأمر بهجرة حورياته
تزرع طحالباً
وترحل …
الشمس تطلي أظفارها بملح البحر
وتجدل خصلاتها بحجارة تقصف الأمل
غزة أهدت بحرها لأبي مصعب…
ظنت أن خصرها الساحلي يغريه
وأنوثة الشمس المتفجرة في جلدها ستعلقه بها
ظنت غزة أن ضحكات الكمنجات في أمواجها
ستحول حياته لحناً يغنيه الأطفال في حصص التاريخ
ظنت أن بؤسها سيحوله إلى كحل في عينيها
نسيت غزة أن أبا مصعب عابرسبيل
أن عطر البحر لا يناسب رئتيه الصحراويتين
أن ترجمة بؤسه هي زيادة معدل الرطوبة!!
أن جنوده يخافون صبغة النبيذ الأحمر
غزة تشبهك …
صدى كلماتك يشتهي جناحا طائرٍ يذوب في التيه
شرفاتك تشرِّع حقيقة اللوعة
نبيك يحرق غزتي/ نبيي يشعل حرائقك
ألملم حلم قهوتك وأطحنه بهيلي
صدأ الانتظار ألتهم ركوتنا!!
غزة تشبهك…
تهزمني وتُمَتِعُكَ هزيمتي!!
تشبهك…
أغوص لأجمع طينها فتعلن الغياب
آتي بحلي التاريخ وأعطرها بماء الزهر
تقبُلُني ومن ثم توزعها لغمامات تغتصب بدرها
آتيها بنثري فتعصره فوق حساء جندها ليختلفوا حول لغة الله
كفيها يصفقان لتهز خاصرتي
وتشعل خلخالاً في قصة قديمة