
● ● ●
لاءات
لا تَضحكْ أمامَ المِرآة.
لا تَصرخْ، ولسانُـك داخلَ فمِكَ، في ليلةٍ بلا شمعة أو أمّك.
لا تَرشقِ الماءَ، مِن دَلوِكَ الأسودِ، على هُدوء الريح تحتَ شَجَرة.
لا تَتّخذْ باطنَ كفِّكَ سَماءً لفوّهة.
لا تَدعسْ بحذائِكَ المَدَنِيّ، على علبةٍ فارغة.
لا تَقطعْ من رأسِك شعرةً، وتَعْقدها مَرّتين.
لا تَشترِ الشّموعَ مِنَ العُميان.
مَسافة
مَسافةٌ ليدٍ تَقضم الهواءَ،
وخُطىً بين البيوت التي خفَّفَتْ مِن إناراتها فرحةً بالقمر.
مَسافةٌ لصغارٍ:
بدلاً من الدُّمَى، يُداعبونَ ظلالَهم.
بدلاً من النهود، يَنفخون البالوناتِ بماءِ الصنابير…
ويَهربون من جُرعةِ الدواءِ،
إلى انفجار القمر!
حَمْلٌ ثابت
كلُّ شيءٍ في مكانِه:
زُجاجةٌ على فَمِها،
رسالةٌ على منحنى السلحفاء،
جَرَسُ الساعةِ في جدار الصباح،
طابةٌ تَصْعدُ السُّلَّمَ،
فَراغٌ في الجردل،
انقطاعُ الوحْي والكهرباء،
وحَصْوةٌ في النعلِ،
تَجْرَحُ السِيراميك.
غبارُ الجنرال
عندما يَمرّ العالَمُ مِن بينِ يديكَ
لا تقبضْ عليه،
لا تكتبْ رِوايةً،
ولا تقل الفلاسفةُ مَرّوا مِن بين يديّ.
إنَّهُ غبارُ الجنرالِ العابر؛
طاحنًا القمحَ في عينيكَ لِتعمى،
ولِيَجُوعَ صوتـُك للهواء وللرؤى.
……………………………
……………………………
وعندما يَمرّ العالَمُ من بين قدميْكَ
لا تنظرْ إليه،
إنَّهُ في مَرمَى البول!
يَرفعُ للأفُق تُرابَه
شَخصٌ بلا مرْكز،
بين شَراسةِ الأمل وقداسة السكينِ
أعلنَ الحربَ على نفسِه،
وفي الطريق إلى السِّلاحِ اعْترَضَهُ نهرٌ
بلا مَجرى وذاكرةٍ؛
فاستأذنَ الشَّجَرةَ ليصنعَ
من بنْتِها قاربًا للضفة الأخرى.
ماتَ الشيءُ الكبيرُ على قلبه؛
قالوا على القلب ضَريحٌ،
وقالوا على البابِ غابةٌ.
وحدَه الشخصُ قال:
شاعرٌ يَرفعُ للأفُقِ تُرابَه!
حِوارٌ وطَني
ـ مِن أينَ ليدِكَ الجرحُ الحُلْو؟
مِن قدمِ حمامة.
ـ وهذا العِرْقُ الواضح؟
مِن تجرِبةِ النهر.
ـ وبماذا تَحلُمُ في الليل؟
بالليل.. ومُختلَفِ الأشياء.
ـ وإذا ما فاجأتك المرآةُ بنقصٍ؟
يدِيْ قطَعَتْ يدِيْ.
خمسَةُ شَواهِد
(١)
افتَحِ الشُّبَّاكَ،
أعْطِ ساعةَ الغُرفَةِ ظَهْرَكَ،
وقُلْ لسائلِكَ عنِ الوقتِ:
ليس لي عينان، في الخلفِ، يا أعمى!
(٢)
افتحِ المُوسيقى،
أعْطِها ظهْرَكَ،
وقلْ للمرآةِ:
لي خلفيّةٌ مُوسيقية!
(٣)
ما اللمْبةُ إلا:
وَرَمُ الضوء في عينيكَ،
يا أيها الشاعر!
(٤)
الشعرُ لا تزنُه يدٌ؛
الشعرُ شاهدُك الذي يـُقيمُ وزْنـًا
لحركةِ اليَدِ في الهَواء!
(٥)
افتَحِ الخَزانةَ،
وَرّطِ الحَيرةَ في ألوانِ قُمصانِكَ.
أغْلقِ الخَزانةَ،
واخْرُجْ عارِيًا إلى النسيان!