هنالكَ امرأة تهيل على طفلها بالقبلات ثم تتشابك أصابعها مع أصابع زوجها.. تهرول بعيدا عنهما, تصعد السيارة و لا تنظر إلى الوراء, سحبتُ كتبي و أخليتُ لها المقعد, التصقَ وجهي بالنافذة, كدتُ أرى يد طفلها المرتعشة و هي تلوّح لها مثل فالس الزهور في آخر أيام الخريف.
كانت المسافة بيني و بين السيّدة قصيرة جدا, مسافة حقيبة يد و دموعٍ تكابد الكتمان, لمحتُ في عينيها بريقا غامضا يتموّج و ينطفئ فجأة. أعطيتُ السائق أجرته, في منتصف الطريق أعاد النقود إليَّ و قال ” النقود مزيّفة “, دُهشتُ و قلتُ ” كيف, هذه نقود حقيقيّة “, قال ” مرّ عليها سنة, لقد تغيّرت العملة “. قفزَت إليّ الأفكار سريعا قبل أن أتفوّه معه بكلمة, تساءلت ” هل غبتُ عن زمن المدينة سنة لدرجة أن العملة تغيّرت و أنا لا أعرف ؟ “.. سوف أنتظر دفع أجرته بعد أن تدفع السيّدة. وصلنا معبر رفح و السيّدة لم تدفع الأجرة بعدْ. توّقفت السيّارة, لم أنزل, كنتُ في حيرة من أمري, العملة التي بحوزتي مختلفة عن عملة المدينة.. لا لا ربما عن عملة هذا السائق فقط؟ و من يدري؟! لماذا لم تدفع السيّدة الأجرة؟ ربما هي مثلي محتارة؟. نظرتُ إليها بذهول صاعق, التقت عيوننا مع بعضها, لم نتكلّم, دوّرت كفها في الهواء الموازي لصدرها, فحرّكتُ حاجبيّ إلى الأعلى كتعبير عن تعجّب كبير !! . قالت السيّدة بعد صمت الذهول ” لا يمكننا ترك السائق بدون أجرة “, قلتُ ” و ماذا نفعل.. المعبر أمامنا مفتوح و هذه الساعة الأخيرة من مدّة فتحهِ ! “, قالت ” لنعود من حيثُ أتينا “
كانت المسافة بيني و بين السيّدة قصيرة جدا, مسافة حقيبة يد و دموعٍ تكابد الكتمان, لمحتُ في عينيها بريقا غامضا يتموّج و ينطفئ فجأة. أعطيتُ السائق أجرته, في منتصف الطريق أعاد النقود إليَّ و قال ” النقود مزيّفة “, دُهشتُ و قلتُ ” كيف, هذه نقود حقيقيّة “, قال ” مرّ عليها سنة, لقد تغيّرت العملة “. قفزَت إليّ الأفكار سريعا قبل أن أتفوّه معه بكلمة, تساءلت ” هل غبتُ عن زمن المدينة سنة لدرجة أن العملة تغيّرت و أنا لا أعرف ؟ “.. سوف أنتظر دفع أجرته بعد أن تدفع السيّدة. وصلنا معبر رفح و السيّدة لم تدفع الأجرة بعدْ. توّقفت السيّارة, لم أنزل, كنتُ في حيرة من أمري, العملة التي بحوزتي مختلفة عن عملة المدينة.. لا لا ربما عن عملة هذا السائق فقط؟ و من يدري؟! لماذا لم تدفع السيّدة الأجرة؟ ربما هي مثلي محتارة؟. نظرتُ إليها بذهول صاعق, التقت عيوننا مع بعضها, لم نتكلّم, دوّرت كفها في الهواء الموازي لصدرها, فحرّكتُ حاجبيّ إلى الأعلى كتعبير عن تعجّب كبير !! . قالت السيّدة بعد صمت الذهول ” لا يمكننا ترك السائق بدون أجرة “, قلتُ ” و ماذا نفعل.. المعبر أمامنا مفتوح و هذه الساعة الأخيرة من مدّة فتحهِ ! “, قالت ” لنعود من حيثُ أتينا “
خبيثة !!لقد تغيرت العملة منذ أن تغيرت نظرة سائقينا أو " قاداتنا " إلينا كبشر كوثر أبو هاني ..اعتذر عن تأخري وعن غيابي لكِ مني فلّة كوني بخير
LikeLike
سريعة وقصيرة وجميلة 🙂
LikeLike
في هذه الرحلة القصيرة نجحتِ يا كوثر بإدهاشنا وتشويقنا وتضليلنا. قصة قصيرة تجعلنا نلهث من الركض وراء التعرف على شخصية الأم الغامضة والراوية الآتية من الكهف. أهي مثل أهل الكهف؟ تغيرت العملة. ألهذه الدرجة لا يُطاق الواقع؟ الهذه الدرجة يوجد اغتراب في هذا الحضور الجسدي الغريب؟ قصة جميلة وغريبة وقصيرة جداً. نهاية صادمة وغير متوقعة وابنة واقعها. أن تبقى أسيراً في المدار المغلق. لنعود من حيث أتينا.دائرة ونعود إلى نقطة البداية. لا مخرج. شخصيات متهدمة بلا أجنحة. أسطورة حزينة. قصة رائعة..
LikeLike