لماذا كنت هناك؟.. كأن قدماي تعرفان ذلك المكان و قد أخذتاني إليهِ ؟!, كان بيت قديم جدا, لشد ما هو قديم رأيت معالم الأشياء تتلاشى شيئا فشيئا, الغربة الكهفية واضحة في كل شق و زاوية, دخلت الغرفة المطلة على حديقة البيت, أشعلتُ المصباح, ضوء خرافي لوّن الغرفة, مجرد مصباح عجوز ينثر لونا ضوئيا شاحبا أكثر مما هو ضوء للانارة, وقفت على عتبة الباب, تجوّلت عيناي هنا و هناك.. لا شيء أعرفه أو يعرفني, لا أذكر أنني جئتُ إلى هذا البيت في يوم ما, الجدران مطلية بدهان سُكّري لامع لكنه مُقشّر و خيوط عنكبوتية دقيقة تنمو بين التقشرات الزمنية القديمة, صورة عائلية مكوّنة من زوجين يصطنعان السعادة في وجه الكاميرا و يبتسمان, طفل صغير يلعب بين يدي أمه و يعبث بذقن أبيه..
الغريب في الأمر هو أنني أحمل معي مفتاحا لهذا البيت!, أصابعي و ضعت المفتاح في ثقبه بالباب و أصابعي نفسها هي من دفعتني لدخول البيت!.. لمستُ البيت.. البيت.. البيت..
لمن بيتي هذا؟!
هو الحلم في بيت يملك نفس ذاك الدفئ…
LikeLike