كأن شخصا ثالثا كان بيننا-زياد خداش


كأن شخصا ثالثا كان بيننا, هذا عنوان الكتاب و لكن ما أريد قوله هو أنه فعلا كان بيني و بين الكتاب شخصا ثالثا آخرا لا علاقة له بتلك القصة التي يحتويها الكتاب, كان بيننا عالما واسعا يضج بالتمرد على القوانين..عالما يصخب بالمغامرات و المخاطر و الحب و النساء و الأطفال و طلاب المدارس..
من منا يرفض فكرة النشيد الوطني؟ و لكن من الذي لا يمل سماعه كل صباح؟ زياد يعلن ملله و يطالب باستبدال النشيد الوطني إلى أغانٍ لفيروز أو عبد الوهاب(ص34)..
زياد الإنسان الكاتب العاشق التائه الحزين التعيس..زياد المعلم الذي يتساءل في نهاية العام الدراسي”هل سأعود إلى مهنة التعليم العام القادم”؟(ص22)..
زياد الذي يفهم معاناة نسائه في بلاده(ص93), يكتب عنهن, يحاورهنّ, يتشاجر معهن, يصادقهن, يرتشف القهوة معهن..
من لا يعرف رام الله فليقرأ نصوص زياد ليتمشى معه في شارع ركب و شارع الحرية و يصعد أدراج عمارة مخماس و يجلس في المقاهي و مطعم دارنا و الفنادق و القرى و سيارات الأجرة.. زياد يكتب لنا رام الله في كتبه كأنها ملاك على كتفي ملاك, كأنها امرأة نادرة أو ساحرة نورانية.. كأنها رام الله نفسها بنسائها و أوجاعها و احتلالها..
يشاركه في الكتاب الفنان جاد سليمان,شاب رسم لوحاته بغموض فادح لم أفهمه, لكن الدوائر و الخطوط و المنحنيات كانت تمطر ماءا يبلل الورق و يزيد من زهو نصوص زياد إنها لغة أخرى تحيط عين القارئ بهالة بيضاء من الألم و الأمل..
هذا الكتاب مليء بالنصوص التي تنتهي بلا نهاية, كما و لو كنا نسير في نفق معتم نرى في آخره شعاع نور و حين نصل ذاك النور نفاجأ بأن النفق لم ينتهِ و ما زال له امتداد طويل كأن النور فوهة أخرى لمفتاح مفعم بالحيرة.

My Night In Page 44
ابنة الليل





6 thoughts on “كأن شخصا ثالثا كان بيننا-زياد خداش

  1. /حتماً أخبرتكِ أنني أحب زياد خداشو اليوم اخبركِ أنني أحبك أيضاًثمة شقاوة كبيرة تنتظرني في صفحتكِ ..لن أنفك أعانقها !

    Like

  2. ..هل يمكن أن أستعير هذه الجنة :sعنوان باذخ فعلاً ..كذلك الماء في أنهار الجنة أنت ِعذبة 🙂

    Like

  3. اسلام محمد:لأول مرة تخبريني أنكِ تحبين زيادو لكن أنصحكِ بأن تحذريه لأنه ساحر خطير *_^سأحب من بمثل شغبكِ و شغفكِ(F)هذا أنا:الجنة بين يديكَ دائمافقطتريد منكَ الاصغاء إلى صوتها بهدوء..**أهلا بكما(F)

    Like

  4. شوقتني لأقطع شوارع رام الله مشياً وأرتاح على كرسي مافي مقهى على الطريق ..أن أطير كحمامة تبحث عن غصن زيتون ساقط هنا أو هناك ..سأفعلها حتما حين أقرأ هذا الكتاب ..لئيمة أنتِ في جذبك لي يا صديقة :)في شوق لمعرفة ذلك الرجل الذي يريد استبدال النشيدالوطني بأغنية لفيروز أو عبد الوهاب لي زيارة أخرى هنا بالتأكيد تحياتي لعيون ترى هذه الصفحة 🙂

    Like

  5. ::حتما ان زياد يبتسم لكِ و يحب قراءه الطيبين..سأعيركِ كتاب زياد" كان شخصا ثالثا كان بيننا" و لكن ب 5 شواقل :Dاتفقنا؟تحياتي لكِ..كوثر,,::

    Like

  6. ليس تماما يا عزيزة أنا لن أدفع 5 شواقل في استعارة الكتاب ربما أدفعها في شرائه ؛)تعلمين أنني أحب اقتناء الكتب ..لن أوفر نقودي لأجل كتاب كهذا تحياتي 🙂

    Like

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s