كان يشدني من ضفيرتي..يركض و يختبئ في المطبخ..يخفي جسده الضئيل بين صديقات أمه..و ينتهز فرصة غضبي بأن يبكي في حضن أجمل امرأة,متظاهرا بالخوف مني..يُبقي رأسه مدفونا في صدرها, و يغضف أذنيه لثرثرات النساء,يختزل حديثهنّ.. و حين يكبر,يسرده عليّ و أعرف لماذا كان لا يأكل معنا بعدما يجهّزن الصفرة..مع أنه لو فعل ذلك لحظي بمكان قريب من امرأة يحبها,تطعمه بيديها و تتضاحك مع النسوة عليه حين يكسر صحنا..لكنه بعد ذلك بسنين أخبرني بالسر..فبعد أن تنتهي النسوة من الأكل و يتركن المطبخ يعج بالفوضى و روائح البهارات و التوابل..يذهب و يلملم ملاعقهن و يلحسها ملعقة ملعقة,ببطئ و استلذاذ بريء!..ثم يختار بخبث ملعقة و يدسها في جيب بنطاله..و عندما تودع أمه صديقاتها,تذهب لتجلي الصحون و الملاعق..تعد الملاعق فتجد الطقم الفضي قد نقص ملعقة..لن تعرف من سرقها إلا حين تغسل بنطاله.