الهاتف الذي تحاول الاتصال به مغلق حاليا
يرجى المحاولة فيما بعد”
المرة الـ ..!! , لا تعرف أي مرة هذه التي اتصلت به لكن دون جدوى بتلقي ردٍّ منه . الهاتف مغلق . كأنها في ذلك الوقت شعرت بشعور اليتيم حين يموت آخر فرد من عائلته .أمسكت الجوال بنفس الارتعاشة و القلق ,
جارِ الاتصال بِـ ..
لكن الخيبة تعود معلنةً من صوت الموظفة في شركة الاتصالات , مرة أخرى : جوال مرحبا…فيما بعد .
قذفت الهاتف على المكتب , و فكّرت بطريقة للوصول إلى صوته . لم تتمكن من النجاح , لا يوجد غير الهاتف الذي ينقذها من وجع الانتظار و الجنون ..
جارِ الاتصال بِـ ..
حرف اخترق أذنها و حواسها , حرف من صوتٍ يُشبهه ،
جَ
انقبض صدرها , ارتفعت أنفاسها , تهافتت دقات قلبها بلهفة تكاد تنفجر كفقاعات صابونية ,
جوال مرحبا (!)
سقط الهاتف من يدها , تناثرت أزراره المرقمة على الأرض ..تأرجحت و اتكأت على الجدار ثم بكت بصمت ..صمت المقابر .
كان حين أول ما يهاتفها يقول لها : جَميلتي , جنوني أنتِ .